12‏/02‏/2011

صوت الرشاش





منزل صغير دكه الزمن دكا تراه من بعيد تحسبه يقظا وهو راقد
يتكون من مطبخ ضيق يكتم أنفاسك قبل أن تدخله لافرق بينه وبين غرف التعذيب




فيه كراتين بدلا
من الدروج وبجوار المطبخ غرفة أثاثها رث غث خمسة أمتار في خمسة ووضع في وسطها حاجز من
قماش كبير لينصفها نصفين نصف للضيافة ونصف آخر للأكل والنوم وإذا جن الليل وحان وقت الرقود
يسحب هذا الحاجز ليكون غطاء لأحد أفراد العائلة الفقيرة..


وفي غرفة النوم اجتمعت العائلة التي تتكون من ستة أفراد الأم وابنتيها التوأم و
طارق الذي استنشق هواء الحياة وخرج من بطن أمه قبل شهر وياسر وأخيرا
أكبرهم محمد وعمره ١٣سنة وهو عائل العائلة بعد أن قتل الأب قبل شهرين من قبل اليهود..

اجتمعوا كالعصافير في عشها على كسيرات خبز كالتي يعطيها فقرائنا لغنمهم وكان ذلك
عشاء العائلة ( وسمي عشاء من باب المجازا) إضافة إلى حسوات من ماء
ومن شدة فقرهم الفقر نفسه أشفق عليهم إلا أن السعادة تغمرهم فالكل مبتهج والجميع مفاريح
ذاك ضاحك والآخر مبتسم والتوأمان التفوا حول طارق الصغير يلعبا معه والأم تشاطر محمد همومه
الذي أخبرها أن مصر شددوا الحراسة عند منفذ رفح
الأم : يبدو أن إسرائيل تنوي غارة جديدة
محمد : لا ياأمي إن مصر دولة عربية مسلمة لن تساند العدو ثم إن ليفني (وزيرة الخارجية لإسرائيل) الآن في مصر.
الأم : وماذاك إلا ل.. سكتت الأم كما سكتت العائلة جميعها وراح بكاء طارق يملأ المكان
والتمت العائلة حول أمهم يبكون وتحولت الغرفة عويلا فهم عرفوا لماذا اهتز منزلهم
وعرفوا هذا الصوت أكثر من أنفسهم حتى إنه أصبح من الطوافين عليهم والطوافات
إنه صوت الغارات التي يشنها اليهود.
سحب محمد نباطته ثم خرج نحو العدو يزمجر ويتوعد فرفعت الأم كفيها تدعو ربها
وليس لها إلا ربها وتبكي مع بكاء أبنائها وتنظر إليهم وتنتظر وداعهم في أي لحظة
فجأة كسر الباب ودخل ثلاثة من اليهود ومباشرة أودعوا رصاص بنادقهم في بطن الأم لتفارق الحياة
وطارق على صدرها فارق ثديها ويبكي ويصيح فاجتمع التوأمان وياسر على بطن أمهم بجوار طارق
واشتبكت أصواتهم كأنها صفارات إنذار وشارك صوت الرشاش صوتهم حتى قطعها كما قطع أجساد
الصغار حتى طارق الوليد لم يسلم من رصاصة تخرق جسده وبقي صوت الرشاس هو الوحيد الذي
يعلو ليشهد على ذلنا إلى أن ينقضي التاريخ.


بريشة
ابن الغابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رب تعليق غيّر الكثير