12‏/02‏/2011

مشاكلنا .. صناعة يدوية ..



أحيانا الحل بسيط جدا وكلنا يعرفه ويملكه إلا أن مكابرتنا تمنعنا من طرح ذلك
أزعم أن كل مشاكل الأرض تنتهي لو كان العفو والتنازل موجودا خصوصا
في بعض القضايا والمشاكل التافهة فإنه بمجرد تنازل أحد الطرفين
عن حقه تنتهي القضية


 

أنا لا أدعو إلى ترك حقوقنا المهمة جدا
ولكن أن تكسب صديقا خير من أن تكسب عدوا...



ذات مرة حدثت مشادة ومشاحنة بيني وبين أحدهم
جائني يستنكر فعلي ويرفع صوته علي فرعت صوتي عليه
والحقيقة أنا لست شجاعا إلا في موضعين
عندما أكون عند خالي (والسبب العزوبية يعرفونه)
وعندما يوجد من يفزع لي
في هذا الموقف رفعت صوتي لوجود أبناء عمي
الذين لولاهم أظن أن صاحبنا وجأ عنقي وتعاركنا
قبل أن يرفع صوته


بعد أن مرت الأيام ودارت رحاها حتى أصبح على هذه الوقعة شهر تقريبا
اتصل بي أحد أصحابي وعرض علي عرضا وهو أن ألعب معهم كرة قدم ..
لم أتردد في الموافقة صحيح أني لست لاعبا جيدا إلا أني أملك حظا جيدا (قولوا ماشاءالله)
أكبر من حظ الشمراني وإدريس مع خالص احترامي للهلال
وهذا مادعا صاحبي للاتصال بي
طبعا لم أسأل عن فريقنا ومن يلعب معنا مع أننا شعب يحب
الخوض في التفاصيل صغيرها وكبيرها
فنحن نتابع باب الحارة مع أننا نعرف أن في الحلقة الأخيرة
سيظهر الحق وسيكشف سر مأمون بيك وسيتم إرجاع البيوت التي اشتراها من أصحابها خداعا..
وقس على ذلك جميع المسلسلات فإنه دائما في الحلقة الأخيرة
يرجع الحق ونحن نعلم بذلك يقينا ولكن نحن نحب الخوض في التفاصيل دائما ..


حان الوقت ودخلت الملعب فإذا بصاحبي الذي رفع صوته علي موجود مع فريقنا
لا أخفيكم أني عندما رأيته خفت خصوصا مع وجود أبناء عمومته
وهذا أحد مواطن الشجاعة عند الكثير من الناس
بل منهم لو كان وحده لايتجرأ على نطق حرف واحد
أما إن اجتمع عنده من يسانده فهو أشجع من قط جائع أمام فأرة ميتة
والذي زادني خوفا أني سلـّـمت على الجميع إلا هو تنحى جانبا...
فكرت أن أسقط على أرضية الملعب كأني مصاب كما يزعم
بعض اللعيبه ولو لم يمسسه بشر
لكن المشكلة أن المباراة لم تبدأ بعد..


تحدث كابتنا وقسمنا على الملعب ولله الحمد أنا يمين وصويحبي يسار
لم يكن في رأسي إلا شيء واحد وهو إنهاء هذا الخلاف قبل أن ينتهي
بمصائب أرقد على اثرها في المستشفى
وأنا ليست لدي مشكلة في المستشفى لو كانت غرفة ( vip ) فارغة

ولكن المشكلة أنها ليست فارغة وأنا لا أملك واسطة
لذلك قررت مـُكرها أن أتنازل عن حقي وأحاول أكسب ذلك الشخص
وللمعلومية أنا أجزم أن الحق لي..


بدأت المباراة وصاحبي لايناديني أبدا ولايطلب مني المناولة
فهو لايزال يحمل في صدره شيئا علي ..

وفي أحد الهجمات كانت الكرة معي فرأيته في مكان مناسب
فناولت له ليس لأجل الفريق وإنما لأجلي ..

سبحان الله كأنه نار صب عليها ماء
تحول صاحبي تحولا عجيبا
صار يضحك معي ويطلب مني المناولة ويناول لي
حتى أنه في أحد الهجمات كان أمامه الحارس فقط ويستطيع التسجيل بكل سهولة
لكنه أعطاني لأسجل أنا (ماقلت لكم حظ) (وماقلت لكم بعد قولوا ماشاءالله !!!؟)

لم تنتهي المباراة إلا ونحن أصحاب وأحباب
فعرفت حقا وأن الحل غالبا يكون سهلا
وجزمت فعلا أن كل المشاكل تنتهي إن وجدنا العفو
أنا لا أدعو إلى ترك حقوقنا المهمة جدا
ولكن أن تكسب صديقا خير من أن تكسب عدوا

بريشة

ابن الغابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رب تعليق غيّر الكثير